![]() |
من سيرته عند قيامه عليه السلام
روىَ الحجّال ، عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في الأمصار » (1) .
وفي رواية عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ذكر المهدي فقال : « يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدريَ الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة ، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ، ويصلّي بهم هناك ، ثم يأمر من يحفرمن ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهراً يجري إلى الغريين حتّى ينزل الماء في النجف ، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء ، فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيهبرتأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء » (2) . وفي رواية المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إذا قام قائم ال محمد بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهر كربلاء » (3) . قال : وسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إذا أذن الله تعالى للقائم بالخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه ، وناشدهم بالله ، ودعاهم الى حقه ، على أن يسير فيهم بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، ويعمل فيهم بعمله ، فيبعث الله عزّ وجل جبرئيل عليه السلام حتّى ياتيه فينزل على الحطيم ثمّ يقول له : إلى أي شيء تدعو ؟ فيخبره القائم فيقول جبرئيل : أنا أول من يبايعك ابسط كفّك ، فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، فيبايعونه ، ويقيم بمكة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثمّ يسير إلى المدينة » (4) . وروى محمد بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم دعا الناس الى الإسلام جديداً ، وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور ، وإنما سُمي المهديّ مهدياً <لأنّه يهدي إلى أمر قد ضلوا عنه ، وسمي بالقائم > (5) لقيامه بالحق » (6) . وروى عبدالله بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ، ثمّ خمسمائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات » . قَلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال : « نعم ، منهم ومن مواليهم » (7) . وروى أبو بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه ، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سرّاق الكعبة » (8) . وروى علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم نزلت ملائكة بدر : ثلث على خيول شهب ، وثلث على خيول بلق ، وثلث على خيول حُوّ » . قلت : يا ابن رسول الله ، وما الحُوّ؟ قال : « الحمر » (9) . وروى محمد بن عطاء ، عن سلآم بن أبي عمرة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « ان لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له : الحمد ، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف » (10) . |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
وروى أبو الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ـ في حديث طويل ـ أنّه قال : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية ، عليهم السلاح ، فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ، ويقتل مقاتليها ، حتى يرضى الله عزّ وجل » (11) .
وروى علي بن عقبة ، عن أبيه قال : إذا قام القائم عليه السلام حكمب العدل ، وارتفع في أيّامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، ورد كل حق الى أهله ، ولم يبق أهل دين حتى يُظهروا الاسلام ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت الله عزّوجل يقول : ﴿ وله اَسلَمَ من فِي السَّمواتِ وَالأرضِ طوعاً وكرهاَ وَاِلَيهِ يُرجعون ﴾(12) وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركتها ، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين » . ثمّ قال عليه السلام : إنّ دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاً يقولوا ـ اذا رأوا سيرتنا ـ : لو ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عز وجل ﴿ والعاقِبَة لِلمُتقِينَ ﴾(13) » (14) . وروى عبدالكريم الخثعمي . قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم ؟ قال : « سبع سنين ، تطول له الأيّام والليالي حتّى تكون السنة من سنيهم كان عشر سنين من سنيكم هذه ، فيكون ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الاخرة وعشرة أيّام من رجب مطراً لم يرالناس مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني انظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون رؤوسهم من التراب » (15) . وروى ابو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إذا قام إلقائم عليه السلام سار الى الكوفة فهدم بها أربع مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض لهِ شرف كل إِلاّ هدمه وجعلها جمّاً ، ووسع الطريق الأعظم ، وكسر كل جناج خارج في الطريق ، وأبطل الكنف المازيب ، ولا يترك بدعة إلآ أزالها ، ولا سنة إلآ أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، ويمكث على ذلك سبع سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء ». قال : قلت له : جعلت فداك ، وكيف تطول السنون ؟ قال : « يأمر الله تعالى الفلك بالثبوت وقلة الحركة ، فتطول الأيام لذلك والسنون » . قال : قلت : إنهم يقولون : إن الفلك إن تغير فسد؟ قال : « ذلك قول الزنادقة ، فاما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله القمر لنبيّه ، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وإنه ﴿ كألف سَنَةٍ ممّا تَعُدّون ﴾(16) » (17) . وروى عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن مسلم الثقفيّ قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « القائم منّا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر ، تُطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر به الله دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب الآ عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه » . قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، ومتى يخرج قائمكم ؟ قال : « إذا تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وركبت ذوات الفروج السروج ، وقُبلت شهادات الزور وردّت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا ، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفيانيّ من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، وجاءت صيحة من السماء بانّ الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا . فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، فاوّل ما ينطق به هذه الآية﴿ بَقِيةِ الله خَيرٌ لَكُم اِن كُنتُم مًؤمِنينَ ﴾(18) ثم يقول : أنا بقيّة الله وخليفته وحجّته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلآ قال : السلام عليك يا بقية الله فىِ أرضه ، فاذا اجتمع له العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى في الأرض معبود دون الله ـ من صنم ولا وثن ـ الأ وقعت فيه نار واحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به » (19) . وروى المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « يخرج إلى القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلأً ، خمسة عشرمن قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع ابن نون ، وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد بن الأسود ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً » (20) . وروى عبدالله بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود ، لا يحتاج إِلى بيّنة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويُخبر كلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدوه بالتوشم ، قال الله تعالى :﴿ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ﴾(21) » وقد روي : أنّ مدة دولة القائم تسع عشرة سنة ، تطول أيامها وشهورها على ما تقدم ذكره (22) . وروي أيضاً : أنّه عليه السلام يملك ثلاثمائة وتسع سنين ، قدر ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم (23) ، وهذا أمرٌ مغيب عنّا ، والله أعلم بحقيقة ذلك . وروى المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :« إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وذهبت الظلمة ، ويعمر الرجل في ملكه حتّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى ، وتظهر الأرض كنوزها حتّى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ، ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك ، لاستغناء الناس بما رزقهم الله من فضله » (24) |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
(1) أرشاد المفيد 2 : 379 ، روضة الواعظين : 264 . (2)ارشاد المفيد 2 : 380 ، غيبة الطوسي : 468 | 485 ، روضة الواعظين : 263 . (3) ارشاد المفيد 2 : 380 ، غيبة الطوسي : 467 | ذيل حديث 484 ، الخرائج والجرائح 3 : 1176 لم يرد فيه ذيل الحديث . (4) ارشاد المفيد 2 : 382 ، روضة الواعظين : 265 لم يرد فيه ذيل الحديث . (5) ما بين المعقوفين أثبتناه من الارشاد ليستقيم السياقَ . (6) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 264 . (7) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 265 . (8) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 265 ، ونحوه في غيبة الطوسي : 472 | 492 . (9) غيبة النعماني : 244 | 44 . (10) غيبة الطوسي : 467 |483 ، غيبة النعماني : 239| 31 ، اثبات الوصية : 226 . (11) ارشاد المفيد 2 : 384 ، روضة الواعظين : 265 . (12) آل عمران 3 : 83 . (13) الأعراف 7 : 128 ، القصص 28 : 83 . (14) ارشاد المفيد 2 : 384 ، روضة الواعظين : 265 . (15) ارشاد المفيد 2 : 381 ، روضة الواعظين : 164 ، وقطعة منه في : غيبة الطوسي :474 | 497 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302 . (16) الحج 22 : 47 . (17) ارشاد المفيد 2 : 385 ، روضة الواعظين : 264 ، ونحوه في : غيبة 475 | 498 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302 . (18) هود 11 : 86 . (19) كمال الدين : 330 | 16 ، وباختلاف يسير في : الفصول المهمة : 302 . (20) ارشاد المفيد 2 : 386 ، روضة الواعظين : 266 ، وباختلاف يسير في : تفسير العياشي 2 :32 | 90 . (21) الحجر 15 : 75 . (22) تقدم في صفحة : 290 . (23) غيبة الطوسي : 474 | صدر حديث 496 ، تاج المواليد : 153 ، دلائل الامامة : 242ضمن رواية . (24) ارشاد المفيد 2 : 381 ، روضة الواعظين : 264 ، وباختلاف في ذيل الحديث في :غيبة الطوسي : 467 | 484 ، وصدره في : دلائل الامامة : 241 . |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
مشكور أخي الكريم أبو بسام |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
اشكر مرورك الكريم استاذنا الفاضل |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
شكـــــرا ع الموضوع في ميزان حسناتك |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
اشكر مروركم الكريم ودمتم سالمين |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
بارك الله بك اخي ابو بسام وجزاك الله خير الجزاء |
رد: من سيرته عند قيامه عليه السلام
لقد اسعدني تواصلكم ممنون مروركم العطر |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني الساعة الآن: 05:54 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية