منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   منتدى عاشوراء (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=72)
-   -   عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎ (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=4895)

معصومة 12-10-2010 01:14 AM

عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
الإمام المرشد الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده)


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد


والسلام عليك يا ابا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك ، عليكم مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ورحمة الله وبركاته .
لا يجوز أن تمضي عاشوراء، دون أن يكون لها أي تأثير على واقعنا، وعلى إنطلاقتنا، يجب أن نعتبر، أن نستلهم من عبرها، ومن معانيها، إنها الثورة التي ليس لها أي قياس طبيعي، والكل يعلم أن الحسين (ع) وأصحابه لم يكن مسيرهم من أجل السلطان ولا من أجل الحطام، وإنما كان من اجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من أجل الإنسان التي تحكمت به أنظمة الجور والطغيان ومن أجل أن يأمن المظلومون من عباد الله سبحانه وتعالى .
وسأتكلم عن دور المرأة في كربلاء. رغم الحديث والكلام عن السيدة زينب (ع) بما هي عنوان ورمز للمرأة المسلمة المجاهدة في كربلاء التي أعطت فيها وبعدها .
كان للمرأة دور كبير من مختلف الأعمار، ومن مختلف المستويات، من مختلف الأعمار كانوا في كربلاء، وكان فيها الأمهات والزوجات، والأخوات اللواتي كان أبناؤهن وإخوانهنّ في جملة أنصار الإمام الحسين (ع) من الهاشميات وغير الهاشميات، ولم يحدثنا التاريخ على كثرة ما نقبنا فيه أن المرأة تذمّرت أو تشاكت من المصيبة العظمى التي نزلت بالنساء في كربلاء، هنّ بكينّ أياماً كثيرة، وفي مناسبات كثيرة، ولكن البكاء على قسمين :
البكاء تارة يكون بكاء الحزن، وتارة يكون بكاء العجز والذل والضعف، المرأة في كربلاء بكت على الأحبة الأحياء، وعلى الأحبة الصرعى، ولكنهن بكين بكاء الحزن، الحزن خلق من الأخلاق الكريمة، فالذين لا يحزنون، والذين لا يتألمون هم شاذون ، الإنسان الطبيعي السوي يفرح عندما يكون هناك داع للفرح ويحزن عندما يكون هناك داع للحزن، ولنأخذ مثلاً على ذلك :
الرسول (ص) وبكائه على ولده إبراهيم، الرسول (سلام الله عليه) بكى في مواقف كثيرة، بكى حينما خرج من مكة مهاجراً وحينما غادرها إلتفت إليها وهو يبكي ويقول : (( ما تركناك طوعاً ولكن اهلك)) ، ما معنى ذلك ؟ أي أنهم اجبروه ومن معه على تركها، وبكى على ولده إبراهيم وقال كلمته المشهورة (( تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول : ما يسخط الرب: وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون))، وبكى حينما عاد من احد، ولقد كانت نكسة كبيرة في الإسلام، واستشهد فيها من استشهد، أمثال أسد الله حمزة ( رضوان الله عليه) فبكته جميع نساء الانصار والمهاجرين، نعم حينما يحزن الإنسان يبكي، هذا خلق، من لا يحزن يكون شاذاً وليس سوياص، وليس طبيعياً، وعن أهل البيت (ع) (( الإستعاذة بالله من عين لا تدمع ، ومن قلب لا يخشع)) نساء كربلاء، بكين كثيراً، بكين بحرقة والم وفي مقدمتهنّ زينب (ع)، لقد جرح قلبها وذلك لم يمنعها من تحمّل المسؤولية، بل تابعت مسيرتها وقالت كلمتها أمام السلطان الجائر، وبكاءها لم يكن غلا حزناً، لا بكاء الذل والضعف، لأن بكاء الضعف مذموم .
ثم لماذا بكاء الضعف وقد كانت عندهن الفرص الكثيرة حتى يأخذن أولادهنّ، وأزواجهنّ كما فعلت مثيلات لهنّ في الكوفة في قضية مسلم بن عقيل حيث كانت المرأة تأتي إلى زوجها وابنها وتقول له مالك وللسلطان. هذا شيء لا يخصنا، ذلك أمر لا يعنينا، تعال إلى بيتك فالزمه، وتعود به على زوايا البيت حتى يلهو عما يراد به .
ودور النساء في كربلاء لم يكن اقل أهمية عن دور الرجال، بحيث ان المراة كانت تحارب إلى جانب الرجل، وكانت تحرّض على القتال ضد الظالمين .
هذا الدور الذي سجّلته المرأة في كربلاء، وهو دور جديد في تاريخ الإسلام، وسأذكر بعض الأمور فيما يختص بالجهاد:
أولاً: من الثابت شرعاً أن الجهاد الشرعي القتالي لا يجب على المرأة سواء اكان في قتال الكفار أو البغاة ، ولا يجوز إلا في حالات نادرة معينة يجب فيها الجهاد على الجميع، ففي تاريخ الإسلام منذ أول معركة من معارك الإسلام لم تذكر السيرة النبوية، ولا سيرة الخلفاء بعد الرسول ولا سيرة الإمام علي (ع) والأئمة الأطهار أن النساء شاركن مشاركة فعالة، بالدرجة التي شاركن فيها النساء في كربلاء، لم يذكر التاريخ بعد .
فالمرأة كانت تخرج في (بدر واحد) لتقدم المعونات والإسعافات، والأطعمة، وكانت تضمد الجراح ولكنها لم تكن مشاركة قي القتال إلى جانب الرجال.
أما في كربلاء فقد كانت ظاهرة جديدة من ظواهر الحالة الإسلامية في أوائل العهد الاموي، وقلّ ما نسمع أن النساء شاركن في القتال، والحسين (ع) رد بعضهنّ واستشهد بعضهنّ، والعلامة البارزة لمن يدرس الثورة الحسينية هي زينب (ع) في حياة الرجال والنساء معاً .
وحينما نريد ان نستقرأ ثورة الإمام الحسين (ع) أو أي شخصية من شخصيات المجاهدين الشرفاء في كربلاء، دائماً يرد إسم زينب (ع) ويبدو من هذا أنها كانت موجودة في جميع مراحل المعركة .
فالسيدة زينب (ع) كانت تدبر شأن النساء والأطفال إلى جانب إهتمامها بالمفاوضات التي تجري مع أخيها والأمويين، فهي كانت تعمل على اكثر من صعيد، ونستطيع القول أنها من النساء اللواتي يتحمّلن المصائب مهما كانت كبيرة، كان لها دوراً كبيراً قل نظيره في تاريخ الحركات الإسلامية الثورية، ترسل إلى الأنصار ماذا أنتم فاعلون، ترسل إلى الهاشميين ماذا أنتم قائلون، هذا الدور يحتاج على كشف الحقيقة، لأنها (سلام الله عليها) كانت تقوم بغدارة شبكة العلاقات داخل جمهور الثورة القليل . إذاً الدور البارز لعله يبدأ في هذه الليلة ، بعد ان إنقطعت كل الآمال، ورفضت كل العروض .
قلنا ان السيدة زينب (ع) أشرفت على المفاوضات بين اخيها والأمويين، وكان الحوار يدور حول المبايعة، وكان الإمام الحسين مخيّراً بين أمرين، بين المبايعة أو الموت بين السل والذلّة ، إما التسليم، وإما القتل، وكان من الممكن أن تبدأ المعركة في الليلة التاسعة من المحرم، إلا أن الإمام (سلام الله عليه) إستمهل القوم تلك الليلة طالباً منهم بعض الوقت حتى يقيم الصلاة وإلا حسب التوقيت الأموي، فإن الأمر كان منتهياً، بحيث انه بمجرد غنتهاء المفاوضات، أو إنتهاء الحوار يهجم الجيش الأموي ويقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه .
ولكن الحسين (ع) – طلب منهم أن يمهلوه سواد الليلة التاسعة حتى يتسنى له إقامة الصلاة مع اصحابه وعائلته .
إذاً نستطيع القول أنه منذ عصر هذا اليوم التاسع أصبحوا يهيئون أنفسهم للموت كل ذرات الامل إنقطعت، هيّأوا أنفسهم للقتل، بالصلاة ، بقراءة القرآن، والدعاء إلى الله تعالى .
في الليل زينب (سلام الله عليها) كما يقول التاريخ، هذه الليلة كانت تتنقل بين خيمة وخيمة تتفقد النساء والأطفال، انا لم أسمع ولم اقرأ، ولم يحدّث التاريخ ان زينب (ع) في هذه الليلة بكت. أبداً، إكتفت بالصلاة والدعاء إلى الله أن ينصرهم على القوم الظالمين، حدثت المعركة بعد هذه الليلة التي كانت فيها الصلاة والأدعية مسيطرة على القلوب والعقول، واصحاب الحسين وأهل بيته يودّع بعضهم البعض، ريثما يلتقوا في الجنان مع رسول الله (ص) زينب (ع) معهم وفيهم ، وفيما بينهم .
وينتهي دور السيدة زينب كثائرة لا بمعنى أنها اخذت سيفاً، بل بمعنى أنها تشكل جزءاً أساسياُ من الموقف القتالي، ينتهي دورها عند ظهيرة اليوم العاشر وتبدأ دور جديد، وبمنهجية جديدة، وبأسلوب جديد ضد الذين إتخذوا (( القرآن عضين)) دور قسم منه محدود وهي انها إستطاعت، وهي على ما هي عليه من ثكل، وأخيها مقطوع الراس، والجثث تغطي الأرض، ما كان بإستطاعتها إلا أن تجلس عند رأس أخيها، وترفع راسها إلى السماء، وتقول : (( إلهي تقبّل منا هذا القربان)).
نعم لقد بدات بمرحلة محدودة حينما وصلوا إلى المدينة لقد بدأت بضبط العائلة الكريمة إلى جانب الإهتمام بالاسرى والسبايا ، إمرأة مفجوعة بهذا القدر، فقدت كل شيء مع ذلك تلتفت إلى أدقّ التفاصيل السياسية والشرعية، تلتفت إلى التفاصيل السياسية من خلال خطبتها التي بدأت على جسد أخيها حينما قالت: (( إلهي تقبّل منا هذا القرآن ))، إنها أعظم خطبة سياسية .
هذا الجانب السياسي يكشف عن كل الخلفيات العقائدية والحضارية، والفكرية التي كانت تحرّك زينب (ع) كما هو الحسين (ع) وكما أصحابه، بالرغم من أنه لم يكن هناك سعي على موقف دنيوي، بل هناك قضية في بعدها السياسي وفي بعدها الإقتصادي، وفي بعدها الإجتماعي والثقافي .
ومن هنا لم يعتبر الحسين (ع) ضحية، هو شهيد ، هو ثائر، هو قربان .
منذ هذه الخطبة الأولى وإلى آخر يوم من حياتها التفتت إلى التفصيل السياسي :
كيف تحول هذا الحدث المحاصر الذي حوصر قائده، وحوصر جنده وأشاع الأمويون عنهم أخباراً في العالم الإسلامي واصفين إياهم بالخوارج والكفرة، لقد إستطاعت السيدة زينب (ع) من خلال عدة خطب سياسية وإجتماعية، وفي فتر وجيزة أن تغيّر الرأي العام من خلال كشف الحقيقة . ومن أعظم التفاصيل أنها ترسل إلى قائد فرقة السبايا، وتطلب منه أن يخرج الرؤوس من بين المحامل لتتفرج الناس على الرؤوس وقالت : (( فقد خزينا من كثرة النظر إلينا)) فلو اخرت الرؤوس أو قدمتها عنا، والتفتت إلى الطفل الذي أخذ تمرة من بعض المتصدقين في الكوفة فتخرج التمرة من فمه ، وتقول إنها صدقة ونحن أهل البيت لا تحل لنا الصدقة، هذا النوع من التفاصيل الدقيقة التي أظهرتها السيدة زينب (ع) بالرغم من المصيبة التي أصابتها. بقيت تتصرف بوعي حتى آخر يوم من حياتها .
فالسيدة زينب (ع) تذهب إلى المدينة وتلقي خطبها ، وإلى الكوفة وإلى كل مكان .
لقد أعلنت الثورة ضد الحكم الأموي، وفي مجلس يزيد الطاغية فقالت له : (( كد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا)).
اليس ذلك جهاداً لا مثيل له في عالم النساء والرجال . علماً بأن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر . زينب (سلام الله عليها) لم تخف من عاقبة كلامها .
هذا إلى جانب الخطب السياسية الكثيرة التي كشفت فيها عن شجرة الأمويين وعن جذورها الخبيثة، وكل خطبها ليس فيها ذل، ولا ضعف، ولا إنكسار، ولكن فيها حزن وهذا أمر سوي وطبيعي، وفيها ثورة، وفيها كشف عن حقائق اخفاها النظام الأموي.
إن إمراة تكون بهذا المقدار، تقف هذا الموقف، وتتهدد وتتوعد، هذا أمر إسلامي عظيم .
لقد حوّلت السيدة زينب المأتم الحسيني الذي تقيمه البلاد الإسلامية إلى مؤسسة عظيمة وإلى مدرسة تخرّج الكوادر الثورية الرافضة لإنصاف الحلول وللظلم والطغيان ومعها الإمام زين العابدين (ع) ، بحيث أنهما أقاما هذا المأتم وأسسا هذه المؤسسة التي هي بركات على المسلمين، بإعتبار أن كل ما عندنا هو من كربلاء .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطانا في الطريق إليه، وأن يرينا الحق حقاً فنتبه، والباطل .

عاشق الحسين 12-10-2010 01:01 PM

رد: عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w.../4fs8lhbxd.bmp

امين 12-10-2010 11:47 PM

رد: عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
اقتباس:

لا يجوز أن تمضي عاشوراء، دون أن يكون لها أي تأثير على واقعنا، وعلى إنطلاقتنا، يجب أن نعتبر، أن نستلهم من عبرها، ومن معانيها، إنها الثورة التي ليس لها أي قياس طبيعي، والكل يعلم أن الحسين (ع) وأصحابه لم يكن مسيرهم من أجل السلطان ولا من أجل الحطام، وإنما كان من اجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

رحم الله والديش وجزاكِ الله خير الجزاء

ان شاء الله في ميزان اعمالش

امجد الملكي 12-11-2010 11:29 PM

رد: عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
تسلمين اختي معصومة وجزاكي الله خير الجزاء

خالد الاسدي 12-12-2010 10:51 PM

رد: عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
ادامكم الباري أختي الفاضله معصومة الله لايحرمنا من تواجدكم الكريم ومواضيعكم الهادفه
المؤمنة الموالية لنصرة الدين والمذهب


نطلب من الله العلي القدير ان يتقبل اعمالكم باحسن القبول

سبل النجاة 12-18-2010 10:36 AM

رد: عاشوراء مناسبة لأستلهام العبر والمعاني‎
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..اللهم عفوك ثم رضاك رضاك عني أنك أرحم الراحمين..

ملحمة الطف مدرسة تعلمنا منها الصبر وكيف ننتصر على الظالم والفاجر
مولانا الحسين ورهطه الأبرار الأخيار مدرسة عظيمة وثورة الظالم على المظلوم
بورك نقلكم المبارك
لبيك ياثار الله
خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم



تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 11:38 PM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية