منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=55)
-   -   سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف ! (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=5364)

خالد الاسدي 01-19-2011 11:07 PM

سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام للمبعوث رحمة للعالمين ، نبينا وحبيب قلوبنا ، وطبيب نفوسنا ، محمد وعلى آله الأطياب الميامين .
منقول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

ولي في الشأن العظيم لهذه السورة المباركة عدة وقفات:
:: الوقفة الأولى ::
ما سر التركيز والحث لقراءة هذه السورة المباركة في الروايات ؟
الجواب: يمكننا توجيه هذا الإهتمام لعدة أسباب ومنها :
السبب الأول: قضية غيبية بيد الله .
السبب الثاني: لأن المباركة الفاتحة سورة مقسومة بين الله وبين عبده ، ولعبده ما سأل كما جاء عن الشيخ الصدوق . (1)

السبب الثالث: إن اسم الله الأعظم مقطع في هذه السورة المباركة ، كما جاء في مستدرك الوسائل . (2)
السبب الرابع: من إنها أم الكتاب . (3)
السبب الخامس: من تضافر الروايات إنها شفاء . (4)
ولكن مالمقصود بالشفاء؟
إحتمالان:
الأول/ الشفاء للصدور ـ راحة النفس وراحة القلب ـ .
الثاني/ الشفاء للأبدان ، وهذا مستفاد من الأخبار الكثيرة في روايات أهل البيت عليهم السلام ، كالمروي في كتاب جامع الأخبار ، عن الإمام الصادق عليه السلام (من لم تبرئه الحمد لم يبرئه شئ) . (5)
ولكن يمكننا أن نستنتج من مجموع روايات أهل بيت العصمة بخصوص تأثير سورة المباركة الفاتحة بالتالي:
الإستنتاج الأول
: إن قراءتها بركة وثواب في كل الأحوال .
بل ورد الحفظ والتوفيق في حملها .
الإستنتاج الثاني: الحث على قراءتها من الأئمة الأطهار عليهم السلام لتسكين الوجع .
كما روي عنهم عليهم السلام (ما قرئت الحمد على وجع إلا سكن بإذن الله ، وإن شئتم فجربوا ولا تشتكوا) . (6)
الإستنتاج الثالث: كما ورد انها فعالة لعلاج مرض الصرع .
فقد روي عن أبي سليمان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، في غزاة فصُرع رجل ، فقرأ بعض الصحابة (فاتحة الكتاب) في إذنه ، فقام وعوفي من صرعه . (7)
ولكن السؤال كم مرة تقرأ سورة الفاتحة للمريض ؟
الجواب: الروايات متعددة ومنها:
1ـ تقرأ مرة واحدة .
2ـ تقرأ سبع مرات .
3ـ تقرأ أربعين مرة .
4ـ تقرأ سبعين مرة .
5ـ تقرأ مائة مرة ، وهناك أعدادا اخرى ...
وبالمناسبة فقد وقع التعارض بين الأخبار القائلة بتأثير قراءة سورة الفاتحة المباركة على الميت ورجوعه للحياة بأمر من الله تعالى ، وبين الأخبار القائلة إن تأثير الفاتحة على الأحياء دون الأموات .
الخبر الأول:
قال رسول الله (ص) لجابر بن عبد الله: يا جابر ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه ؟ قال: فقال جابر
: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله علمنيها ، قال : فعلمه الحمد لله أم الكتاب ، قال : ثم قال له : يا جابر ألا أخبرك عنها؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي فأخبرني ، قال : هي شفاء من كل داء إلا السام ، يعني الموت . (8)
الخبر الثاني:
عن النبي(ص) أنه قال: في الحمد سبع مرات شفاء من كل داء ، فإن عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد ردّ الله عليه الروح . (9)
و ورد عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال : لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ، ثم ردت فيه الروح ما كان عجباً . (10)
السؤال كيف يمكننا الجمع والتوافق بين التعارض بين الروايات ؟
الجواب : للعلماء عدة توجيهات ..
التوجيه الأول: لعل المراد بالميت ليس الميت حقيقة ، بمعنى الذي لم تخرج روحه من جسده بعد ، وإنما يراد به المريض الذي يعدّ بمثابة الميت نتيجة استعصاء علاجه ، واليأس من شفائه .
التوجيه الثاني: يحتمل أن الروايات ناظرة إلى الأجل الذي يمكن حصول البداء فيه ، ويمكن أن يتغير القرار بالنسبة له .
حيث من العقائد أن هناك أجلين للإنسان :
الأول: الأجل المحتوم وهو الذي لا يتصور فيه قابلية التغير والتبدل ، بل متى حل الأجل فلا مجال للتغيـير والتبدل أصلاً .

الثاني: الأجل المخروم ، وهو الذي يمكن أن يحصل فيه التغيـير والتبدل ، نتيجة صدور مجموعة من الأعمال مثلاً من الإنسان كالصدقة ، وما شابه مما يؤدي إلى زيادة في العمر والأجل .
وعليه يقول أصحاب هذا التوجيه ، بأنه من المحتمل أن تكون تلك النصوص ناظرة إلى الأجل المخروم .
ويمكننا أن نضيف توجيهاً ثالثاً لهذه التوجيهات ، وهو أن هذه السورة المباركة كانت علاجاً لأمراض الموت لتلك الأيام كـ إرتفاع درجة حرارة الإنسان ، أو الإصابة ببعض الأمراض كالجذام والجدري وما أشبه ، حيث تنعدم وسائل العلاج لديهم في تلك الأيام والله العالم .


:: الوقفة الثانية ::
هل يستفيد الميت من قراءة الفاتحة له أو لا ؟
الجواب : حسب تتبعي أن ليس هناك إتفاقاً بين علماء المسلمين ، والمسألة إلى رأيين :
الرأي الأول: أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
لا خلاف بين علماء الإمامية ، وللأخبار المتواترة من طريق أهل بيت العصمة أن فائدة قراءة المباركة الفاتحة تشمل الأحياء والأموات ، ويمكن أن نوجز ذلك في:
1تابــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-19-2011 11:08 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
ـ نور في القبر .
2ـ طلب الرحمة وتخفيف الوحشة عن الميت.
3ـ الثواب والأجر ـ ثواب قراءتها للميت ـ .
4ـ هدية للميت . (11)
الرأي الثاني: أتباع مدرسة الخلفاء ـ السنة ـ .
ولهم ثلاثة أقوال نذكرهم بإيجاز :
القول الأول : منع القراءة للأموات ، وقالوا ان القراءة فقط للأحياء وليس للأموات .
وينطلق هولاء للإستدلال بهذا الرأي ، مما روي: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
1/ صدقة جارية .
2/ أو علم ينتفع به .
3/ أو ولد صالح يدعو له .
وبهذا المروي يخرج هؤلاء مشروعية قراءة القرآن للميت .
ـ كما يستدلون أن العبادات من الأمور التوقيفية (وقراءة القرآن من العبادات) ولأنها من العبادات فلا يجوز أن يفعل منها إلا ما أقره الشرع ،
ـ قراءة القرآن للميت (إنها عبادة بدنية) لا تقبل النيابة .
وللفائدة أنقل لكم إجابة أحد القائلين لهذا الرأي : فقد جاء في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز ، التساؤل التالي:
السؤال :
أرجو من سماحة الشيخ أن ينبه المسلمين إلى حكم قراءة القرآن على الأموات هل هو جائز أم لا ، وما حكم الأحاديث الواردة في ذلك ؟

الجواب:
القراءة على الأموات ليس لها أصل يعتمد عليه ولا تشريع ، وإنما المشروع القراءة بين الأحياء ليستفيدوا ويتدبروا كتاب الله ويتعقلوه ، أما القراءة على الميت عند قبره أو بعد وفاته قبل أن يقبر أو القراءة له في أي مكان حتى تهدى له فهذا لا نعلم له أصلا . (12)
القول الثاني: الجواز بحضرة الميت .
وينطلق أصحاب هذا القول ، بناءً على رجاء رحمة الله ، ومما ورد من بعض النصوص لديهم ، ومن تتبع أقوال الكثيرين من علماءهم في فهم الروايات بحكم المجاورة ، كالمروي في صحيح مسلم: ما اجتمع قومٌ في بيت من بُيوت الله يَقرؤون كتاب الله ويتدارَسُونه بينهم إلا حفَّتهم الملائكةُ وغَشِيَتْهم الرحمة ونزلتْ عليهم السَّكينة" والقرآن ذِكر، بل أفضل الذِّكْر .
ويُقصد هنا بالمجاورة ، وجود الميت معهم ويكون أحدهم .
واختلف أنصار هذا الرأي ، إذا قُرأ القرآن بعيداً عن الميت أو عن القبر ، حيث عدم تحقق المجاورة . (13)
القول الثالث : الجواز بنية إهداء الثواب للميت وعدم المجاورة .
أي عدم الإجتماع عند القبور والقراءة عليها ، وذهب لهذا الرأي الشيخ ابن عثيمين . (14)

ولكن ماذا يُقرأ للميت عندهم ؟
هناك رأيان :
الأول / مطلق القرآن .
الثاني / سورة يس فقط .
وقيل ان قراءة سورة يس للمحتضر وليس للميت . (15)



أسأل الله لي ولكم شفاعة
محمد وآل محمد


المصادر
(1) جامع الأخبار وتفسير مجمع البيان .
(2) مستدرك الوسائل ج4 .
(3) علوم القرآن .
(4) راجع الكتب الأربعة الحديثية .
(5) الشيخ الصدوق ـ جامع الأخبار .
(6) الكافي للكليني ـ طب الأئمة عليهم السلام ـ وتفسير نور الثقلين ج1 .
(7) تفسير أبي الفتوح الرازي .
(8) تفسير العياشي .
(9) مكارم الأخلاق .
(10) نفس المصدر .


نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي

عاشق الانتظار 01-20-2011 10:07 AM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

سبل النجاة 01-20-2011 02:34 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
http://www.alhuda14.net/vb/images/bannar/1230.gif
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.l22l.com/uploads/1d4176c77f.gif

http://www.l22l.com/uploads/72c3538e0d.gif

أنار الرب قلبكم بنور وجه الكريم
سدد الباري خطواتكم وأنار لكم بصركم بنور الولاية
يالثارات الحسين
دمتم برعاية المولى عزوجل
خادمة أهل البيت
طالبة علم

خالد الاسدي 01-21-2011 03:11 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
شكرا لتشريفكم أختي الفاضله طالبة علم
وتعليقكم الطيب لاحرمنا
الله مداد أقلامكم الطيبة وفيض كلماتكم
العبقة الله ثبتنا واياكم على طريق الحق والصواب وانار قلوبنا بنور الولاية
وفقكم الله لمرضاته وتقبل طاعاتكم وغفر لكم

خالد الاسدي 02-03-2011 09:47 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
هههههههههه
اتمنى ان يعجبكم الموضوع
ولا تحرمونا من ردود كم المؤمنة الموالية
أل ألبيت ومنبع النبوة نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي

منال العرب 02-05-2011 01:39 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
جزاك الله خير
موفق

خالد الاسدي 02-09-2011 08:44 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
لأقدم لك تعبيراً عن شكري وامتناني لردك الكريم
أختي الفاضل منال العراب وتعـطيرك هذه الصفحة
وردك المفعم بالورد والعطاء شكرا لك
وفـقـكم الله لمـا يحـــب و يــرضـى

روح البتول 02-10-2011 12:52 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

معصومة 02-10-2011 02:09 PM

رد: سورة الفاتحة بين الإعجاز والإختلاف !
 
احسنت وبارك الله فيك اخي الفاضل
شكرا لك على الطرح الرائع
شاكرين اهتمامك المميز والاكثر من رائع
في ميزان حسناتك


تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 05:26 AM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية