الم الرحيل
11-20-2010, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ..
أبا موسى .. أنت تُرجمان الرّسالة .
جعفرٌ أنتَ وحفيد المصطفى "ص" .. يا من ترفعت عن دنياهم من سبغ الدناءة ، وزهدتَ في الجاه المبتذل من طينة الدناءة ، وتجاهلت زعامتهم والمكاسب وسنخ العمالة .. حتّى تناساك تاريخ أهل الغواية والدرهم ، حيث مأوى الخفافيش والنّفوس الموبوءة من مطامعي النفاق و رفاق ذلّة .. وكيف تطمعُ في الحضيض الزّائل وأنت والوصيّ على الرسالة ، وكيف تنساق لمعاش الأذناب وأنت من الفخر ناصيته وفضله .. وحيثُ تنساق قلوب لأهل البصائر نحو مرعاك الخضيل حيث حاجته والمورد الجزيل .. فكنت كهف المستجير دون قياس أهل الأهواء والمصالح، كما كنت واحة للمستظلّين من رمضاء البدع والمبتدعة حيثُ يُقبّحُ الحُسنُ ويمتدحُ القبيح ..
يـــــــــا إبن محمّد "ع" .. كنت ومناظراتك صراط النّداء على التلبيّة تتلقفها بصائرٌ لأهل العشق المحمّديّ الأصيل ، والبيان العلويّ المتين .. تلقُّفَ الضمآن لقطرات الندى في ساحة هجير . ومنها أعطيت للرّوح أشواقها ومداها ، والنّفس سؤلها وهداها .. ومن صدى نجواك للمعبود الأوحد ترانيم معارف وتعرّف لمسالك الصراط والثبات لأرواح مشتاقة للنّجاة ، حتّى تبلغَ منَ الحقّ نصابه ، وتهجُرَ أقبيةَ التمنّي والتسويف وأحلام من صكوك التوبة الزائفة .. فكنت النبراس لمن لا يُصانع ولا يُضارع ولا يتبعُ المطامع ..
أيّهــــــــــــا الصادقُ صدقا .. بك صلُحَ زمانكَ والمكان ، يوم أردوا القول بلا علم ، مع ورع الغفلة ، وحقُّ الطمع .. فنهيت وأهديت وشوقتَ من رغب في آيات المتّقين ، ومن سلطان بيانك صُرعت مطايا من طمع ورقّ مؤبد ، ومن قوّة برهانك جعلت جسور للائذين بمسالك النجاة دون مناهل الهلكة .. وكنت من الدنيا طيفَ سحاب زُهد وتقى ، حيثُ لم تصافحها وقد جاءتك حبوا ، ولم تلتفت لها وقد تجمّلت لك من دناءة الشره ، بعدما طلقتها ثلاث عملا بسنّة الآباء "ع" ، وكرهت من نفسك الكريمة أن تستجدي عند موائد اللئام ، بعد أن وضعت لها أداة وصول إلى المحجّة البيضاء نهجا واضحا من أمر الوصيّ "ع" ..
وأنت الموصى لهُ عملا بقول الله تعالى ": لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم ..:" .
إمامي جعفر الزكيّ .. كنت من الرسالة زخمها ومكامن طاقتها ، يوم شاءوا لها الذبول ، وكنت لوائها والراية وسيفها المصقول .. ولم تتوقف صولاتك عند بلاط المنصور ولا قياس أبا حنيفة النعمان .. بل كنت حاجتها التي هزّت ركائز المآذن المتهاوية من فعل التدجيل ، ونداء الحقّ البالغ مداه لا تُثنيه الحصون ولا خطوط الصحارى .. وكم كانت لك من مواقف ومواقع .. وعند الطاغية الدوانقي اللعين آيات من صُحُف الخلود يوما أراد أن يغويك وأنت الملاك أو شاء أن يسيء لمعدن من نسج الكمال .. فصرعته بالبيان ، ومن فيض حجاك أمطرت نياط مفاوزه رجوما حتّى نلتَ منه المصرع .. وكانت لحظات بطول الدهر لا تغور بها الرحاب .. ولا زالت نعمة لرفقة المستبصرين نردّدها أنسا وفسحة من بادرة الفداء ..
يوم سألك المنصورُ عن الذُّباب ، وهو يَتَطايح على وجهه ، حتَّى أضجره ، قائلاً : يا أبا عبدالله ، " لِم خلق اللهُ الذباب ؟ فقلتَ ":لِيُذلَّ به الجبابرة..:".
فسَكَت الدّعيّ صاغرا لعلمه بأنه لو ردَّ لوخزته بما هو أمضُّ جرحاً ، وأنفذ طعناً .
ويوم كتب إليك : لِم لا تغشانا كما تغشانا الناس ؟
فأجبته :لَيسَ لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فَنُهنِّيك ، ولاتَراها نقمة فَنُعزِّيك ، فما نصنع عندك..:"
.فكتب إليك ": تصحبنا لتنصحنا..:".
وكان جوابك ..": مَنْ أرادَ الدُّنيا لا ينصحك ، ومَنْ أرادَ الآخِرَة لا يَصحبُك..:"..
ولا غرابة وأنت الفرع الباسق من تلك الدوحة الفيحاء من عبق الوحي ونور الرسالة الخالدة ، وقد زانها هدي من خُلُق آل العباء "ع" .. بعد ما إنسكبت بزخمها على فؤادك النيّر من وهج الإمامة لتكون المسار والرباط الذي يصلُ الدنيا بالآخرة لمن أراد النجاة ، والفاصل ما بين يوم إقامة ويوم رحيل . فلا بدّ لكلّ مريد من شحنة تحضَّر ليُحسنَ العبور ..
فسلام على الصادق وعلى آباءه وأبناءه والأحفاده .. والقائم بحقّه – أرواحنا له الفداه ...
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أبو مرتضى عليّ
أبا موسى .. أنت تُرجمان الرّسالة .
جعفرٌ أنتَ وحفيد المصطفى "ص" .. يا من ترفعت عن دنياهم من سبغ الدناءة ، وزهدتَ في الجاه المبتذل من طينة الدناءة ، وتجاهلت زعامتهم والمكاسب وسنخ العمالة .. حتّى تناساك تاريخ أهل الغواية والدرهم ، حيث مأوى الخفافيش والنّفوس الموبوءة من مطامعي النفاق و رفاق ذلّة .. وكيف تطمعُ في الحضيض الزّائل وأنت والوصيّ على الرسالة ، وكيف تنساق لمعاش الأذناب وأنت من الفخر ناصيته وفضله .. وحيثُ تنساق قلوب لأهل البصائر نحو مرعاك الخضيل حيث حاجته والمورد الجزيل .. فكنت كهف المستجير دون قياس أهل الأهواء والمصالح، كما كنت واحة للمستظلّين من رمضاء البدع والمبتدعة حيثُ يُقبّحُ الحُسنُ ويمتدحُ القبيح ..
يـــــــــا إبن محمّد "ع" .. كنت ومناظراتك صراط النّداء على التلبيّة تتلقفها بصائرٌ لأهل العشق المحمّديّ الأصيل ، والبيان العلويّ المتين .. تلقُّفَ الضمآن لقطرات الندى في ساحة هجير . ومنها أعطيت للرّوح أشواقها ومداها ، والنّفس سؤلها وهداها .. ومن صدى نجواك للمعبود الأوحد ترانيم معارف وتعرّف لمسالك الصراط والثبات لأرواح مشتاقة للنّجاة ، حتّى تبلغَ منَ الحقّ نصابه ، وتهجُرَ أقبيةَ التمنّي والتسويف وأحلام من صكوك التوبة الزائفة .. فكنت النبراس لمن لا يُصانع ولا يُضارع ولا يتبعُ المطامع ..
أيّهــــــــــــا الصادقُ صدقا .. بك صلُحَ زمانكَ والمكان ، يوم أردوا القول بلا علم ، مع ورع الغفلة ، وحقُّ الطمع .. فنهيت وأهديت وشوقتَ من رغب في آيات المتّقين ، ومن سلطان بيانك صُرعت مطايا من طمع ورقّ مؤبد ، ومن قوّة برهانك جعلت جسور للائذين بمسالك النجاة دون مناهل الهلكة .. وكنت من الدنيا طيفَ سحاب زُهد وتقى ، حيثُ لم تصافحها وقد جاءتك حبوا ، ولم تلتفت لها وقد تجمّلت لك من دناءة الشره ، بعدما طلقتها ثلاث عملا بسنّة الآباء "ع" ، وكرهت من نفسك الكريمة أن تستجدي عند موائد اللئام ، بعد أن وضعت لها أداة وصول إلى المحجّة البيضاء نهجا واضحا من أمر الوصيّ "ع" ..
وأنت الموصى لهُ عملا بقول الله تعالى ": لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم ..:" .
إمامي جعفر الزكيّ .. كنت من الرسالة زخمها ومكامن طاقتها ، يوم شاءوا لها الذبول ، وكنت لوائها والراية وسيفها المصقول .. ولم تتوقف صولاتك عند بلاط المنصور ولا قياس أبا حنيفة النعمان .. بل كنت حاجتها التي هزّت ركائز المآذن المتهاوية من فعل التدجيل ، ونداء الحقّ البالغ مداه لا تُثنيه الحصون ولا خطوط الصحارى .. وكم كانت لك من مواقف ومواقع .. وعند الطاغية الدوانقي اللعين آيات من صُحُف الخلود يوما أراد أن يغويك وأنت الملاك أو شاء أن يسيء لمعدن من نسج الكمال .. فصرعته بالبيان ، ومن فيض حجاك أمطرت نياط مفاوزه رجوما حتّى نلتَ منه المصرع .. وكانت لحظات بطول الدهر لا تغور بها الرحاب .. ولا زالت نعمة لرفقة المستبصرين نردّدها أنسا وفسحة من بادرة الفداء ..
يوم سألك المنصورُ عن الذُّباب ، وهو يَتَطايح على وجهه ، حتَّى أضجره ، قائلاً : يا أبا عبدالله ، " لِم خلق اللهُ الذباب ؟ فقلتَ ":لِيُذلَّ به الجبابرة..:".
فسَكَت الدّعيّ صاغرا لعلمه بأنه لو ردَّ لوخزته بما هو أمضُّ جرحاً ، وأنفذ طعناً .
ويوم كتب إليك : لِم لا تغشانا كما تغشانا الناس ؟
فأجبته :لَيسَ لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فَنُهنِّيك ، ولاتَراها نقمة فَنُعزِّيك ، فما نصنع عندك..:"
.فكتب إليك ": تصحبنا لتنصحنا..:".
وكان جوابك ..": مَنْ أرادَ الدُّنيا لا ينصحك ، ومَنْ أرادَ الآخِرَة لا يَصحبُك..:"..
ولا غرابة وأنت الفرع الباسق من تلك الدوحة الفيحاء من عبق الوحي ونور الرسالة الخالدة ، وقد زانها هدي من خُلُق آل العباء "ع" .. بعد ما إنسكبت بزخمها على فؤادك النيّر من وهج الإمامة لتكون المسار والرباط الذي يصلُ الدنيا بالآخرة لمن أراد النجاة ، والفاصل ما بين يوم إقامة ويوم رحيل . فلا بدّ لكلّ مريد من شحنة تحضَّر ليُحسنَ العبور ..
فسلام على الصادق وعلى آباءه وأبناءه والأحفاده .. والقائم بحقّه – أرواحنا له الفداه ...
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أبو مرتضى عليّ