أم جود
07-29-2010, 09:44 AM
دع أبنك يحتفظ بماء وجهه
ذات مرة جاء إلى الامام علي عليه السلام رجل وطلب منه شيئا لقضاء حوائجه ، فأعطاه الامام منه ، ثم بكى ، فتعجب الاشخاص من ذلك، وتساءلوا: ما الداعي إلى البكاء ؟
فقال لهم الامام:
أبكي لأنه أراق ماء وجهه بإضطراره إلى السؤال ثم أردف قائلا:
أخاف أن لا يكون لي أجر عند الله ، لأن الأجر استلمته مقابل إراقة ماء وجهه.
وفي الاسلام لا يجوز للإنسان أن يريق ماء وجهه لأحد ، فكيف به وهو يريق ماء وجه غيره ؟؟
وفي الحقيقة فإن مشاعر الإنسان الصغير والكبير ليست من الخرسانة المسلحة ، بل هي من الزجاج ،والزجاج ينكسر من صدمة حجر صغيرة ، و إذا إنكسر فلا يمكن إعادته الى وضعه السابق من دون ترك أثر .
يقول الشاعر:
جراحات السنان لها التيام *****ولا يلتئم ما جرح اللسان
فلا يجوز أن تؤذي مشاعر طفلك ، وتريق ماء وجهه أمام الآخرين ،واعلم أن ذلك يصنع جرحا غائرا لا يندمل بسهولة.
وإن الرسول صلى الله عيه وآله وسلم يؤتى إليه بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسميه . فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله . فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال.
فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ من دعائه أو تسميته فيبلغ سرور أهله فيه ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه .
وروي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب قالت:
أخذ مني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسينا عليه السلام أيام رضاع فحمله فأراق ماء على ثوبه ، فأخذته بعنف حتى بكى .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : مهلا يا أم الفضل إن هذه الإراقة ، الماء يطهرها فأي شيئ يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين عليه السلام ؟
أما نحن فنعمد إلى إيذاء مشاعر الآخرين ، ننتقد الطفل علنا وأمام الأغراب ، دون أن نقدر الجرح الغائر الذي نصيب به كبريائهم ، بينما بضع دقائق من التفكير ، وكلمة مهذبة أو إثنتان وإختيار المكان والوقت المناسب للامر والنهي والتقريع ،كفيلة بأن تخفف من وطأة اللطمة وتكسر حدتها .
فدعنا نذكر هذا في المرة الثانية التي تواجهنا فيها نصح طفل أو لومه.
وخير طريقة للمحافظة على ماء وجه إبنك هي أن لا تدعه يشعر بالغبن والتقصير أمام الآخرين .
فإذا ما اعتلى إبنك الصغير مثلا دراجة كبيرة وخشيت عليه من السقوط فلا تنظر إليه شزرا وتصرخ به، وتقول له أمام الآخرين إنزل ، أو تنزله بعنف.
هنا وفي حالات أخرى متشابهة عليك أن تتوسل بالطرق المهذبة ، كأن تحاول جرإبنك الى مكان آخر ، وتقوم بإرشاده ونصحه هناك لوحده .
وخير نصيحة تقدم في هذا المجال هي : الجأ الى التفكير الدائم ولا تتسرع ، فإنك ستظفر بأفضل الأساليب والطرق التي تدع إبنك يحتفظ بماء وجهه ، بل وربما يحس بالفرح والغبطة بما تفعل وتقول .
وليكن في خلدك انك حينما تحافظ على كرامة طفلك ، وتتجنب إراقة ماء وجهه ، فإنه سيكون الى طاعتك أقرب من معصيتك .
وهكذا هو الحال مع كل الناس ، لأنه من الطبيعي أن الذي تريق ماء وجهه يحاول أن يرد الإعتبار لشخصه ، فيمتنع عن الإستجابة لأوامرك ، بل وربما يقوم بردة فعل مضادة فيسبك أو ينعتك بسؤ مثلا .
وقد أثبتت التجارب أن الآباء الخافقين في التربية هم الذين لا يعطوا اهتماما لمشاعر أبنائهم وأحاسيسهم .. بينما من يهتم بالحفاظ على كرامة أبنائه ينجح في تطويعهم إليه بسهولة بالغة .
منقول من كتاب (كيف تسعد أبناءك) لمحمد الكاتب
ذات مرة جاء إلى الامام علي عليه السلام رجل وطلب منه شيئا لقضاء حوائجه ، فأعطاه الامام منه ، ثم بكى ، فتعجب الاشخاص من ذلك، وتساءلوا: ما الداعي إلى البكاء ؟
فقال لهم الامام:
أبكي لأنه أراق ماء وجهه بإضطراره إلى السؤال ثم أردف قائلا:
أخاف أن لا يكون لي أجر عند الله ، لأن الأجر استلمته مقابل إراقة ماء وجهه.
وفي الاسلام لا يجوز للإنسان أن يريق ماء وجهه لأحد ، فكيف به وهو يريق ماء وجه غيره ؟؟
وفي الحقيقة فإن مشاعر الإنسان الصغير والكبير ليست من الخرسانة المسلحة ، بل هي من الزجاج ،والزجاج ينكسر من صدمة حجر صغيرة ، و إذا إنكسر فلا يمكن إعادته الى وضعه السابق من دون ترك أثر .
يقول الشاعر:
جراحات السنان لها التيام *****ولا يلتئم ما جرح اللسان
فلا يجوز أن تؤذي مشاعر طفلك ، وتريق ماء وجهه أمام الآخرين ،واعلم أن ذلك يصنع جرحا غائرا لا يندمل بسهولة.
وإن الرسول صلى الله عيه وآله وسلم يؤتى إليه بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسميه . فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله . فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال.
فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ من دعائه أو تسميته فيبلغ سرور أهله فيه ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه .
وروي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب قالت:
أخذ مني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسينا عليه السلام أيام رضاع فحمله فأراق ماء على ثوبه ، فأخذته بعنف حتى بكى .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : مهلا يا أم الفضل إن هذه الإراقة ، الماء يطهرها فأي شيئ يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين عليه السلام ؟
أما نحن فنعمد إلى إيذاء مشاعر الآخرين ، ننتقد الطفل علنا وأمام الأغراب ، دون أن نقدر الجرح الغائر الذي نصيب به كبريائهم ، بينما بضع دقائق من التفكير ، وكلمة مهذبة أو إثنتان وإختيار المكان والوقت المناسب للامر والنهي والتقريع ،كفيلة بأن تخفف من وطأة اللطمة وتكسر حدتها .
فدعنا نذكر هذا في المرة الثانية التي تواجهنا فيها نصح طفل أو لومه.
وخير طريقة للمحافظة على ماء وجه إبنك هي أن لا تدعه يشعر بالغبن والتقصير أمام الآخرين .
فإذا ما اعتلى إبنك الصغير مثلا دراجة كبيرة وخشيت عليه من السقوط فلا تنظر إليه شزرا وتصرخ به، وتقول له أمام الآخرين إنزل ، أو تنزله بعنف.
هنا وفي حالات أخرى متشابهة عليك أن تتوسل بالطرق المهذبة ، كأن تحاول جرإبنك الى مكان آخر ، وتقوم بإرشاده ونصحه هناك لوحده .
وخير نصيحة تقدم في هذا المجال هي : الجأ الى التفكير الدائم ولا تتسرع ، فإنك ستظفر بأفضل الأساليب والطرق التي تدع إبنك يحتفظ بماء وجهه ، بل وربما يحس بالفرح والغبطة بما تفعل وتقول .
وليكن في خلدك انك حينما تحافظ على كرامة طفلك ، وتتجنب إراقة ماء وجهه ، فإنه سيكون الى طاعتك أقرب من معصيتك .
وهكذا هو الحال مع كل الناس ، لأنه من الطبيعي أن الذي تريق ماء وجهه يحاول أن يرد الإعتبار لشخصه ، فيمتنع عن الإستجابة لأوامرك ، بل وربما يقوم بردة فعل مضادة فيسبك أو ينعتك بسؤ مثلا .
وقد أثبتت التجارب أن الآباء الخافقين في التربية هم الذين لا يعطوا اهتماما لمشاعر أبنائهم وأحاسيسهم .. بينما من يهتم بالحفاظ على كرامة أبنائه ينجح في تطويعهم إليه بسهولة بالغة .
منقول من كتاب (كيف تسعد أبناءك) لمحمد الكاتب