الم الرحيل
01-29-2010, 04:45 PM
http://www.arabsys.net/pic/bsm/10.gif
ممزوجةً مع حرارة الغربة و ألم الفراق قدمها العلامة الشيخ أحمد الوائلي طيب الله ثراه في أمسيةٍ شعرية له في قاعة مركز أهل البيت الإسلامي بلندن ... أترككم مع فيض الحنين وتباريح الشوق والشجن العراقي
http://www.saifoali.org/up/files/m83f8e8ij37zq4nwx92y.gif
.
.
.
.
بغداد لن تعجبي مني ولا عجبا
أن كنتُ رغمَ جفاك المشفق الحدبا
فليس من ذاك بد الحبيب عـلـى
كل الفروض حبيب شط أم قربا
هي الديارُ حضور في مشاعرنا
فلا نشد إليها الرحل والقتـبـا
الروحُ تعشقُ من أجوائها أفقاً
والجسمُ يعشقُ من أعماقها التربا
فما نزالُ بها حتى ولو بعُدت
وما تزالُ بنا في صبوةٍ وصبا
إذا العيانُ نأى ناب الخيالُ فما
ننفكُ بينهما لا نملكُ الهربــا
تزجي إلى وعينا دنيا الرشيدِ وأوطار
الرضي ودار الخـلـد والـقـبـبـا
فأن عققنا كريماً من وشائجها
وباذخاتٍ وأُمـاً بـرّةٍ وأبـــا
فما يزالُ بنا من طعمـها سمةً
وسحنةً وأنتماءاً يحملُ اللـقبا
وسوف تبقى على أسماعنا نغماً
كم الزمانُ على إيقاعهِ شربــا
بغداد إني حملتُ الشاطئين معي
والنخل حولهما والسعف والكربا
وما وجدتُ بها ثقلاً على كتفي
بل كنتُ ألبس منها اللؤلؤ الرطبا
حقائبي حملت تلك النجوع ولـو
بالوسعِ عبّأتُ فيها فوق ما أحتُقبا
وقد تركتُ بها رهطاً عرفتُ بهم
نُدمان إسحاق والقيثار والطربا
ومُـدنفاً شدّهُ من ضُرّه سفرٌ
وشدّ فيه حبيب الروح فأنشعبا
غنّى على قمرٍ بالكرخِ ودّعه
للآن في فلكِ الأزرارِ ما غربا
وكم ببغدادَ من باكٍ على قمرٍ
ومدمعٍ لسوى الأقمارِ ما انسكبا
أم الروائع هل في الأُفقِ من أملٍ
لكوكبٍ أم تلاشى نورها وخـبـا
هل دار سابور في بغداد ثانيةً
وهل نديٌ سريٌ يصنعُ الأُدبــا
وهل تعودين شوطاً ما دنى أبداً
إليه شوطٌ ولا حاذاه واقـتـربـا
مطارف كم لبسناها على رهقٍ
مما نسجناه أو حزْنا لـه نـشـبـا
أبقى على الكونِ ألواحاً منمقةً
منهن ما سَحَرَ الدنيا وما خلبـا
فليتها لم تعد شيئاً يُخدّرُنا
بل حافزٌ يستحثُّ الركب إن تعِبا
ولم نعُد كـ الرحى دارت بموقِعِها
وعاش قادتُنا في وسطِها قُطُبا
بغداد كيف صغاري كيف ملعبُهم
لقد فرشتُ لهم في أرضهِ العُشُبا
وقد تركتُ فؤادي عندهم كرةً
إذا هم قذفوه بينهم طــرِبا
مازلتُ أذكرهم زنداً يطوقني
وبهلواناً لكتفي نطَّ أو ركِبا
وطالما عركوا أُذني بأنملةٍ
وحوّلوا من ثيابي خيمةً وخِبا
ونغمشوا حول إبطي فأنبريت لهم
منغمشاً ضلعهم كي يتركوا الشغبا
تشدوا ضلوعي أذا مست ضلوعهم
أناً وتصبوا ومن مسِّ الحبيبِ صـبــا
يقلدون الدّبا قفزاً لأمـدحـهــم
وأن أسميهم إذ يقفزون دِبا
مشاهدُ ليس تنساها مُخيلتي
وكلما رُمتُ أن ينسى الخيالُ أبى
ويكِ أخبريني أما زالت بأرؤسِهِم
رؤى غدٍ أملـوه يـانـعـاً خـصِــبـا
هل غرَّدت بسماتٌ في شفاهِهِم
بيضاءُ لا تستثيرُ الشّكَّ والريــبــا
أم قد تسلـلَ للبسماتِ يسرُقُها
منهم غرابٌ بأرباضِ الحما نـعـبـا
بغداد وأحترقَ الموالُ في شفتيَّ
فلا تهيبي به أن ينفخ القصبا
ولم يعُد بكِ ما يوحي برائعةٍ
تُعيدُ للوترِ المخنوقِ ما سُلِبا
لا الشمسُ كما كانت ولا الشفقُ
المسحورُ يلبسُ من أثوابهِ ذهـبـا
تجهّمت حولكِ الدنيا وما حليت
به فما عادَ شيءٌ حالياً أشِـبا
بغداد ما جئتُ ندّاباً على جَدَثٍ
ما أهون الجَدَث البالي ومن ندَبا
ولا حملتُ العتابَ المرِّ ملتمِساً
أن أستعيدَ إلى الميدانِ من هـربا
ولا أتيتُ كمن يأتي ومنهجُهُ
أن يستعيضَ عن البارودةِ الصخبا
لكن أتيتُ أنادي السيفَ نامَ لدى
قرابه ونفوساً جمرُهُنَّ خــبــــا
فهل لديكِ خطيبٌ من مدافِعِنا
لقد ملَـلْنا البُكا والردح والخُطبا
http://www.saifoali.org/up/files/m83f8e8ij37zq4nwx92y.gif
ممزوجةً مع حرارة الغربة و ألم الفراق قدمها العلامة الشيخ أحمد الوائلي طيب الله ثراه في أمسيةٍ شعرية له في قاعة مركز أهل البيت الإسلامي بلندن ... أترككم مع فيض الحنين وتباريح الشوق والشجن العراقي
http://www.saifoali.org/up/files/m83f8e8ij37zq4nwx92y.gif
.
.
.
.
بغداد لن تعجبي مني ولا عجبا
أن كنتُ رغمَ جفاك المشفق الحدبا
فليس من ذاك بد الحبيب عـلـى
كل الفروض حبيب شط أم قربا
هي الديارُ حضور في مشاعرنا
فلا نشد إليها الرحل والقتـبـا
الروحُ تعشقُ من أجوائها أفقاً
والجسمُ يعشقُ من أعماقها التربا
فما نزالُ بها حتى ولو بعُدت
وما تزالُ بنا في صبوةٍ وصبا
إذا العيانُ نأى ناب الخيالُ فما
ننفكُ بينهما لا نملكُ الهربــا
تزجي إلى وعينا دنيا الرشيدِ وأوطار
الرضي ودار الخـلـد والـقـبـبـا
فأن عققنا كريماً من وشائجها
وباذخاتٍ وأُمـاً بـرّةٍ وأبـــا
فما يزالُ بنا من طعمـها سمةً
وسحنةً وأنتماءاً يحملُ اللـقبا
وسوف تبقى على أسماعنا نغماً
كم الزمانُ على إيقاعهِ شربــا
بغداد إني حملتُ الشاطئين معي
والنخل حولهما والسعف والكربا
وما وجدتُ بها ثقلاً على كتفي
بل كنتُ ألبس منها اللؤلؤ الرطبا
حقائبي حملت تلك النجوع ولـو
بالوسعِ عبّأتُ فيها فوق ما أحتُقبا
وقد تركتُ بها رهطاً عرفتُ بهم
نُدمان إسحاق والقيثار والطربا
ومُـدنفاً شدّهُ من ضُرّه سفرٌ
وشدّ فيه حبيب الروح فأنشعبا
غنّى على قمرٍ بالكرخِ ودّعه
للآن في فلكِ الأزرارِ ما غربا
وكم ببغدادَ من باكٍ على قمرٍ
ومدمعٍ لسوى الأقمارِ ما انسكبا
أم الروائع هل في الأُفقِ من أملٍ
لكوكبٍ أم تلاشى نورها وخـبـا
هل دار سابور في بغداد ثانيةً
وهل نديٌ سريٌ يصنعُ الأُدبــا
وهل تعودين شوطاً ما دنى أبداً
إليه شوطٌ ولا حاذاه واقـتـربـا
مطارف كم لبسناها على رهقٍ
مما نسجناه أو حزْنا لـه نـشـبـا
أبقى على الكونِ ألواحاً منمقةً
منهن ما سَحَرَ الدنيا وما خلبـا
فليتها لم تعد شيئاً يُخدّرُنا
بل حافزٌ يستحثُّ الركب إن تعِبا
ولم نعُد كـ الرحى دارت بموقِعِها
وعاش قادتُنا في وسطِها قُطُبا
بغداد كيف صغاري كيف ملعبُهم
لقد فرشتُ لهم في أرضهِ العُشُبا
وقد تركتُ فؤادي عندهم كرةً
إذا هم قذفوه بينهم طــرِبا
مازلتُ أذكرهم زنداً يطوقني
وبهلواناً لكتفي نطَّ أو ركِبا
وطالما عركوا أُذني بأنملةٍ
وحوّلوا من ثيابي خيمةً وخِبا
ونغمشوا حول إبطي فأنبريت لهم
منغمشاً ضلعهم كي يتركوا الشغبا
تشدوا ضلوعي أذا مست ضلوعهم
أناً وتصبوا ومن مسِّ الحبيبِ صـبــا
يقلدون الدّبا قفزاً لأمـدحـهــم
وأن أسميهم إذ يقفزون دِبا
مشاهدُ ليس تنساها مُخيلتي
وكلما رُمتُ أن ينسى الخيالُ أبى
ويكِ أخبريني أما زالت بأرؤسِهِم
رؤى غدٍ أملـوه يـانـعـاً خـصِــبـا
هل غرَّدت بسماتٌ في شفاهِهِم
بيضاءُ لا تستثيرُ الشّكَّ والريــبــا
أم قد تسلـلَ للبسماتِ يسرُقُها
منهم غرابٌ بأرباضِ الحما نـعـبـا
بغداد وأحترقَ الموالُ في شفتيَّ
فلا تهيبي به أن ينفخ القصبا
ولم يعُد بكِ ما يوحي برائعةٍ
تُعيدُ للوترِ المخنوقِ ما سُلِبا
لا الشمسُ كما كانت ولا الشفقُ
المسحورُ يلبسُ من أثوابهِ ذهـبـا
تجهّمت حولكِ الدنيا وما حليت
به فما عادَ شيءٌ حالياً أشِـبا
بغداد ما جئتُ ندّاباً على جَدَثٍ
ما أهون الجَدَث البالي ومن ندَبا
ولا حملتُ العتابَ المرِّ ملتمِساً
أن أستعيدَ إلى الميدانِ من هـربا
ولا أتيتُ كمن يأتي ومنهجُهُ
أن يستعيضَ عن البارودةِ الصخبا
لكن أتيتُ أنادي السيفَ نامَ لدى
قرابه ونفوساً جمرُهُنَّ خــبــــا
فهل لديكِ خطيبٌ من مدافِعِنا
لقد ملَـلْنا البُكا والردح والخُطبا
http://www.saifoali.org/up/files/m83f8e8ij37zq4nwx92y.gif