انصدع قلب المصطفى بقتلك يا حسين!!!!

[ابو بسام قصار]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





كم يا هلال محرم تشجينا
مازال قوسك نبله يرمينا


كل المصائب قد تهون سوى التي
تركت فؤاد محمدٍ محزونا


يوم به ازدلفت طغاة أمية
كي تشفين من الحسين ضغونا





روى في بعض الاخبار أنه دخل على رسول الله (ص) بعض أصحابه فرآه وعيناه تفيضان فقال بأبي انت وامي يارسول الله ما لعيناك تفيضان هل اغضبك أحد قال لا بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطي الفرات ثم قال هل لك أن تشم تربته فقلت نعم فمد يده فأخذ قبضة من تراب وأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا فإذا كان النبي (ص) بكى على الحسين عليه السلام قبل قتله وأقام المأتم عليه في مجمعٍ من اصحابه فهل يشك في انه لو كان حيا لبكى عليه بعد قتله وكان هو المعزا به والمصيبة قبل وقوعها أهون منها بعد وقوعها فطوبى لمن واسى رسول الله (ص) وحزن لحزنه وبكى لبكائه .



وروي أيضا ان النبي (ص) خرج في سفر له فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك فقال هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلا يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة فقيل ومن يقتله يقال له يزيد وكأني الى مصرعه ومدفته .

وانصدع قلب المصطفى ونادى يمظلوم
خليت دمعي يالولد بالخد مسجوم


جني اشوفه بالثرى عاري بلا هدوم
والنحر مبري من القفا اومقطوع اليدين


جني اشوفه في فيافي الغاضريه
مرمي على الرمضه تدوسه الاعوجيه

[ابو بسام قصار]

والراس منه فوق راس السمهريه
اوجثته تظل من غير تغسيل اوتكفين


جني اعاين صحبته صرعى مطاعين
واوليد اخوه الحسن واخوانه والبنين


حتى رضيعه يذبحونه ناظر العين
محسوب منكم يالولد ياقرة العين


وجني اشوف امخيمه محروق بالنار
وجني اشوف امخدراته فوق الاكوار


من غير والي ويل قلبي بين فجار
من بعد عزتها تظل بين الملاعين



قال الراوي : ثم ان رسول الله رجع من سفره مهموما مغموما وصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ويده اليسرى على رأس الحسين ثم رفع رأسه الى السماء وقال اللهم انا محمد عبدك ورسولك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي ومن أخلفهما في امتي وقد اخبرني جبرئيل ان ولدي هذا مقتول مخذول اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم تبارك في قاتله وخاذله فضج الناس بالبكاء في المسجد .



ويروى ان النبي (ص) مر يوماً على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فقال ألم تعلمي ان بكائه يؤذيني :

كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع

بابنه قدما فداه وهو ذو الشأن الرفيع

ليته اليوم يراه وهو في الرمضى صريع


الله وأكبر اذا كان قد بلغ حب النبي للحسين ورأفته به ان يكون بكائه وهو صغير يؤذيه ويوجع قلبه فإلى اي حد بلغ الاذى بالنبي حين كانت السيوف والرماح والسهام تقع في بدن ولده الحسين حتى أثخن بالجراح :

يارسول الله لو عاينتهم
وهم مايبن قتل وسبا


لرأت عيناك منهم منظرا
للحشى شجوا وللعين قذى

نعم ليتك حاضر يارسول الله يوم العاشر من المحرم لتنظر الى عزيزك الحسين وهو مرمي على رمضاء كربلا مقطع الاعضاء مرملا بالدماء ومن حوله أخته الحوراء زينب تنادي :

يجدي اقعد اوشوف ابك رميه
خذوا راسه اوجسمه على الوطيه

عليه اتجول قامت خيل اميه
ولا ظل بيه مفصل ما تهشم

ركب له الاخنس اوياعشر فرسان
وهو شابك عليه النبل والزان

وصارت جثته للخيل ميدان
وبجسمه النبل كله تحطم


قال الراوي : وهناك اخبار كثيره تدل على ان الله لم يبعث على وجه الارض نبيا ووصيا الا ذكره بمصابالحسين (ع) فبكى عليه قبل استشهاده وان النبي والزهرا وجميع الائمة (ع) بكوا على الحسين بكاء شديدا حتى كان من ألقاب الحسين صريع الدمعة الساكبه وعبرة كل مؤمن ومؤمنة

[الأستاذ]

جزاكم ألله خيرا

[ابو بسام قصار]

اسعدني تواجدكم
ممنون المرور الكريم