:: آخر الأخبار ::
الأخبار مجلس الخدمة يعلن غلق التقديم على استمارة توظيف الاوائل (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٣:٥٨ م) الأخبار جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا تكشف عن تفاصيل الاتفاقيات والتفاهمات مع العراق (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٣:٣٥ م) الأخبار العراق مقبل على توقيع اتفاقية استراتيجية بينه وبين تركيا (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٣:٢٩ م) الأخبار غزة: عدد الشهداء يصل عتبة ٣٤ الف شهيد وضعف العدد جرحى والجرائم لازالت تستمر (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٣:١٩ م) الأخبار المفوضية العليا تحدد موعد الحملة الانتخابية لانتخابات برلمان اقليم كوردستان (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٢:٣٧ م) الأخبار الاعلام العبري: إصابة مفاعل ديمونا النووية وقاعدتي نفاطيم ورامون بالهجوم الايراني (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٢:٣٢ م) الأخبار المرور العامة: التمسنا خفض كبير في الزخم المروري (التاريخ: ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٢:١٤ م) الأخبار النزاهة الاتحاديَّة تحكم بالحبس لمدة ٣ سنوات لأحد المسؤولين في مديريَّة شهداء الكرخ (التاريخ: ١٧ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٣:٥٥ م) الأخبار التجارة تعلن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحنطة والخزين الغذائي (التاريخ: ١٧ / أبريل / ٢٠٢٤ م ٠٢:٥٢ م) الأخبار السوداني خلال لقاء مجلس القمح الامريكي: نؤكد تلبية حاجة السوق المحلية من الطحين، والتخطيط لتصديره مستقبلاً (التاريخ: ١٧ / أبريل / ٢٠٢٤ م ١٠:١٥ ص)
 :: جديد المقالات ::
المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف (التاريخ: ٩ / أبريل / ٢٠٢٤ م) المقالات الحاشية..! (التاريخ: ٢٢ / فبراير / ٢٠٢٤ م) المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..! (التاريخ: ٢٢ / فبراير / ٢٠٢٤ م) المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!! (التاريخ: ٢٢ / فبراير / ٢٠٢٤ م) المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله (التاريخ: ٣١ / يناير / ٢٠٢٤ م) المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٤ م) المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان (التاريخ: ٧ / يناير / ٢٠٢٤ م) المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا (التاريخ: ٦ / أكتوبر / ٢٠٢٣ م) المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA …. (التاريخ: ٣٠ / سبتمبر / ٢٠٢٣ م) المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية" (التاريخ: ٢٥ / سبتمبر / ٢٠٢٣ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
١١ / شوال المكرّم / ١٤٤٥ هـ.ق
١ / اردیبهشت / ١٤٠٣ هـ.ش
٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ١١٥
عدد زيارات اليوم: ١٣,٥٦٩
عدد زيارات اليوم الماضي: ٢٨,٧٠٤
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٧٨,٨٠٩,٠٩٨
عدد جميع الطلبات: ١٧٦,١٣٦,٤١٠

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٢٩٣
الأخبار: ٣٨,٠٦١
الملفات: ١٤,٢٤١
الأشخاص: ١,٠٦٠
التعليقات: ٢,٤١٧
 
 ::: تواصل معنا :::
 المقالات

المقالات الجهاد في فكر علي بن أبي طالب {ع} – المنبر الحسيني

القسم القسم: المقالات الشخص الكاتب: الشيخ عبد الحافظ البغدادي التاريخ التاريخ: ١ / نوفمبر / ٢٠١٤ م المشاهدات المشاهدات: ٢٥٩٣ التعليقات التعليقات: ٠

"من خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام"

 

             { أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه * و هو لباس التّقوى ، و درع اللّه الحصينة ، و جنّته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ ، وشمله البلاء ، و ديّث بالصّغار و القماء ، و ضرب على قلبه بالأسداد ** ألا و إني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا و نهارا ، و سرّا و إعلانا ، و قلت لكم : أغزوهم قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزى قوم في عقر دارهم إلاّ ذلّوا فتواكلتم ، و تخاذلتم حتّى شنّت الغارات عليكم ، و ملكت عليكم الأوطان ، و هذا أخو غامد و قد وردت خيله الأنبار ، و قد قتل حسّان بن حسّان البكرىّ ، و أزال خيلكم عن مسالحها ، و لقد بلغنى أنّ الرّجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ، و الأخرى المعاهدة ، فينتزع حجلها و قلبها و قلائدها *  ما تمتنع منه إلاّ بالاسترجاع و الاسترحام ، ثمّ انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ، و لا أريق لهم دم ، فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندى جديرا ، فيا عجبا و اللّه يميت القلب و يجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم و تفرّقكم عن حقّكم فقبحا لكم و ترحا ، حين صرتم غرضا يرمى ، يغار عليكم و لا تغيرون ، و تغزون و لا تغزون ، و يعصى اللّه و ترضون ، فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الصّيف قلتم هذه حمارّة القيظ ، أمهلنا يسبّخ عنّا الحرّ ، و إذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء قلتم : هذه صبارّة القرّ أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، فإذا كنتم من الحرّ و القرّ تفرّون فأنتم و اللّه من السّيف أفرّ ، يا أشباه الرّجال و لا رجال حلوم الأطفال ، و عقول ربّات الحجال ، لوددت أنّى لم أركم و لم أعرفكم * قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبي قيحا , وشحنتم صدرى غيظا .....وأفسدتم علىّ رأيي بالعصيان و الخذلان ، حتّى قالت قريش : إنّ ابن أبى طالب رجل شجاع ، و لكن لا علم له بالحرب *  للّه أبوهم و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا ، و أقدم فيها مقاما منّى ؟ لقد نهضت فيها ، و ما بلغت العشرين ، و ها أناذا قد ذرّفت على السّتّين ، و لكن لا رأى لمن لا يطاع..}...

               هذه الخطبة من أشهر خطب العرب والمسلمين في الجهاد ... أشار فيها أبو الحسن {ع} إلى فضائل الجهاد ترغيبا فيه ،وما هي النتائج التي تترتب على من ترك الجهاد ... وقد أكد على كلمة باب من أبواب الجنة .. وإنها لباس التقوى ودرع الله الحصينة ..لانّ الإنسان يتّقى العدو بالترس , فيشير أمير المؤمنين إن التترس من عذاب القبر وعذاب الآخرة ينجلي عن المجاهدين  وجاءت كلمة ( ديث بالصغار ) فكلمة ديث هي الذل .. والصغار ذل معه ضيم ..

و القماء : معناها الحقارة و الذّل أيضا . كقوله تعالى : ( وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ ) نقول فلان  سامه خسفا أي : أولاه ذلاّ . هذه الصفات كلها تحدث لمن ترك الجهاد حسب قول الإمام أمير المؤمنين {ع} . و قوله : لا رأى لمن لا يطاع ، مثل ، قيل : أول من سمع منه هو عليه السّلام .

                     موضوع الجهاد مرتبط ارتباطا وثيقا  بصفة الإيمان,  هي من الصفات المحببة لكل مسلم , يسعي لتحصيلها والوصول أليها  , غير إننا لا نعرف الاهتداء الى هذه الصفة  فنجد الساعي للإيمان لا يمتلك الصفات الأساسية لها، كثير منا من يفهم الإيمان على انه اعتقاد,, صلاة وصوم وعبادات وغير ذلك من الأمور الشرعية ... هذا صحيح منزلة قليلة من الإيمان عند الله لأنها سهلة ويسيرة ....والواقع إن الإيمان لا يمكن أن يفهم هذا الفهم البسيط ... لأقرب لك مثلا الآن ... الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية لا يهمها عدد المصلين والصائمين , وهي تشجعهم على الصلاة والصوم , وتنقلهم بأحدث الطائرات إلى مكة والمدينة المنورة ..  وتتبرع لهم بأموال لبناء جوامع في أوربا وأمريكا .. وكل مكان ... إذن لابد من البحث عن البرنامج الذي يوصلنا إلى فهم الإيمان على حقيقته، باعتبار ان الإيمان قمة الكمال لا يبلغها الإنسان ببساطة.... فهي (التصديق) كما إن لها معنى آخر وهو (الاطمئنان).....

    هنا لا بد ان نرجع الى  القرآن رسالة الله و عهده إلى الإنسان ,فيه سنن الخالق في الحياة ، و يقرأ الخير و الشر ، و الحق و الباطل ، و الجنة و النار، و الدنيا و الآخرة ..  ما يفيد بحثنا في الجهاد والعبادات الأخرى نطالع موضوع { الخوف والعلع } الذي كان يخاطبه الإمام علي {ع} في خطبته المذكورة انفا .ومن أبرز ما في القرآن تعريف الانسان بنفسه ، ذلك ان الانسان قد خلق جهولا ، يجهل أقرب الأشياء اليه ( وهي نفسه ) وفي ذلك خطر عظيم عليه ، فقد يدعوه الجهل بالنفــس إلى الشـرك بالله ، و قد يدعوه إلى ممارسة الأخطاء الفظيعة في عباداته  ومناسكه ...من هنا رأينا توجها تربويا في القرآن اختص بمعالجة موضوع الذات الإنسانية ، و بيان صفاتها و طبائعها ، كما الآية التالية ...[ إن الإنسان خلق هلوعا ]

قيل الهلع له صفات عديدة منها . شدة الحرص على ماله ونفسه و قلة الصبر ، و قيل : الهلوع الضجر, وقيل الهلع هو البخل و الحرص ، وكذلك الخوف و قلق القلب ، واضطراب نفسي من كل صوت  عالي  او و حدوث أمر غير متوقع يغير سعادته واطمئنانه ..... المهم كلها تعني حالة واحدة إن أصل الهلع هو الخوف ..

فالهلوع يخاف عند الشر فيجزع ، ثم يخاف عند الخير أن ينفذ منه فيخاف على المال  فيكون بخيلا شحيحا على نفسه وأبناءه ... يتصور لو تكرم بمال معين سينفذ ذلك المال وينتقل من يديه إلى غيره , وحين يسمع بمكان فيه جهاد فيخاف من القتل والدم ورائحة البارود وحالات الجهاد الأخرى ... فيفقد الإنسان توازنه و ثباته أمام الظروف و العوامل و الحوادث المحيطة .يبقى بيان القرآن لمعنى الهلع أجلى و أبلغ من بيان كل مفسر و أديب حيث يقول تعالى : [ إذا مسه الشر جزوعا ]  يصبح طعما لحالات الخوف النفسية ، فيفقد توازنه النفسي و الفكري و السلوكي ، إلى حد الهزيمة و اليأس... لذلك البعض كردة فعل من هلعه وخوفه , يصبح مهاجما للمجاهدين ينتقدهم ليبرر خوفه وهلعه ...

    مثلا .. لو حققنا في حوادث الانتحار في العالم سنجد معظمها عائد إلى صفة الهلع ( الجزع ) يقول تعالى " مسه " لان المس تعني في اللغة مس العقل وهو الجنون , [ وإذا مسه الخير منوعا ]السبب حبه المفرط لذاته ، و شح النفس الذي يجعله يريد الخير لنفسه فقط ،يسمى منوع * التفسير الكبير / ج ٣٠ - ص ٦١٢ ." و انه لحب الخير لشديد " جاء في رواية : " ما فتح الله على عبد بابا من أمر الدنيا إلا و فتح الله عليه من الحرص مثله " ... فهو هلوع  ومنوع ،... مقابل هذا هناك  إنسان يبيع نفسه وحياته لله ...فقوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) هذه نزلت في علي بن أبي طالب {ع} حينما نام في فراش النبي {ص} ..قال الثعلبي ورأيت في الكتب إن رسول الله{ص} لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة... فأمره أن ينام على فراشه .. وأنزل الله على رسوله{ص}وهو متوجه إلى المدينة ......

      هل هذه المنزلة خاصة بعلي {ع} انتهى حكمها لغاية وصول النبي {ص} المدينة وهجرة الإمام علي {ع}  فقط....أو إنها صفة للمجاهدين الذين يبيعون أنفسهم لله تعالى ..؟.

           الجواب :... الله تعالى يعرف البشر , وما توسوس له نفسه , شرها و خيرها ، و أعطاه إرادة الاختيار حتى يتجاوز بها صفات السوء و طبائع الخوف والجزع ..  إن شاء تعامل مع الله وشملته الآية , او يختلق الأعذار ليبتعد عن الجهاد ... ويبقى مكتفيا بالصلاة والصوم والحج والزيارة ,او يستمر معها ..يقول علي بن أبي طالب {ع} " الرجل موقف " فما هو المنهج الذي يريده أمير المؤمنين من المؤمنين ولماذا يحثهم على الجهاد ... لنرجع إلى المنهج الذي يعتمده الإمام {ع} بخطبته الشريفة ...

ــــــــــــ   أولا : حضور الآخرة في عقله ووعيه نفسيا و فكريا ، المؤمن حين يتذكر انه وراءه موت وحساب  وعقاب وأهوال , تهون عنده الدنيا الفانية , لأنه يكون مشغولا  عن الدنيا بهول المطلع يوم القيامة , قوله : { ابتغاء مرضات الله } فإنه يعني أن هذا الشاري يشري طلب مرضاة الله وقوله " يشري " , فكأنه قال . ومن الناس من يشتري مرضاة الله , وهذا البيع والشراء بأغلى ما يملك الإنسان .. وان الله لغرض الإصلاح العام يتقبل من المجاهد هذا البيع ويكون عطاءه لا حدود له ...

تراه يعيش السكينة و الاطمئنان رغم صعوبة الجهاد والمعاناة يقول تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله إنا أليه راجعون " ، فهو صلب موكل أمره لله , لا يبطره شر ولا , كلما تراكمت الهموم والمصائب , توجه الى الله , طمعا في الثواب .." وهذه الليلة جسدت هذا الصبر والتوكل بكل معانيه " وما أروع موقف أبي عبد الله {ع}  يوم غد حين يقع من جواده , وهو يعرف إن مقاومته انتهت , ولا توجد فيه قوة للدفاع عن عائلته ونفسه , توجه إلى ربه , مجسدا البيع والشراء مع الله .. لم يتذكر عائلته ولا أطفاله , ولا جبهة مكسورة , ولا سهم في الصدر .. ولا أبناء وأصحاب وأخوة ضحايا , ولا أخوات وزوجات وبنات ستسبى .. كلها تركها وتوجه إلى ربه .. قائلا :" الهي تركت الخلق طرا في هواك , وايتمت العيال لكي أراك , ولو قطعتني في الحب أربا , لما مال الفؤاد إلى سواك .... هذا تجسيد حضور الآخرة ...

ـــــــــ   ثانيا : الصلاة التي هي معراج المؤمنين إلى  الله .. المجاهد الحق تكون الصلاة محببة إلى قلبه لأنها السلم الذي يصل به المسلم إلى ربه ... فهي تزكية للنفس وتربية روحية , هي حبل الله و سفينة نجاة الإنسان وهي الفاروق بين المسلم وغيره ... الذين عرفوا الصلاة على حقيقتها فأقاموها في حياتهم .. عرفوا الصلاة بأنها الاتصال الدائم بلا انقطاع مع الله ، عرفوا انهم عبيد لله يحرصون على طاعته وتطبيق أوامره, لا صلاة قشور محصورة في الركوع و السجود و بعض المظاهر . فما هي الصلاة الحقيقية في مفهوم القرآن ؟!

إن القرآن لا يفصل لنا في كيفية الصلاة ولا عدد ركعاتها و سجداتها ، وإنما يعرفنا الصلاة الربانية ببيان صفات المصلين الواقعيين عند الله ، وهي :

الأولى : الدوام على الصلاة . [ الذين هم على صلاتهم دائمون ]  قال الزمخشري : يواظبون على أدائها ، و لا يخلون بها ، و لا يشغلهم عنها شاغل ... في الدر المنثور عن ابن مسعود قال: " الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين و لا شمال" هذا الرأي يريد أن يجمد عقل المسلم , أي قيمة لمن لا يلتفت . وهل هناك من يلتفت ولا تبطل صلاته ..؟ صحيح الالتفات استخفاف بالصلاة , ولكن ليس هذا رأي الآية , هي جاءت لتعطي البعد الأشمل و الأصح للصلاة كما يراها الإسلام و يلتزم بها المصلون الحقيقيون ، وهي الصلاة الدائمة التي تورث الصلة المستمرة مع الله .الحالة التي تجعل الإنسان ينفلت من ذاته ويصبح يتحسس الآم الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء ...

 مثلاً: التصدي لهموم الناس المعيشية والاجتماعية , فالناس يحتاجون إلى من يتصدى لهمومهم, فعندهم مشاكل مادية، فقر ومشكلات معينة، ظروف يعانونها، وصعوبات في الحياة, أشياء يجدون صعوبةً في التعامل معها, هذه قضايا تهم كل إنسان، سواء كان متديناً أو غير متدين, لذلك الاهتمام بهذا الهم الإنساني هو الأساس الذي يشجعه الإسلام ,حاجات الناس ومطالبهم الدنيوية التي يريدونها, هي جزء من مهم من المنظومة الأخلاقية التي عمل بها أهل البيت {ع} هي الإحسان الذي نادى به القران ..

ولذلك فإن الرسول {ص} في أحاديث كثيرة يتعرض لحقوق للمسلم على المسلم, مثل رد السلام, وعيادة المريض, وتسميت العاطس, ونصر المظلوم, جاء في حديث أبي سعيد الخدري، قال النبي{ص} { لا قُدِّسَت أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع } معنى المتعتع {المتردّد في  خوف وخجل ينطَق بصعوبة } .

 فالأمة التي تسلط فيها الظالمون والضعيف لا يستطيع أن يأخذ حقه, هذه الأمة ليست  مقدسة، أمة آيلة إلى الزوال والفناء, وقد ذكر النبي{ص} في حديث بمناسبة قصة، وهي أن أم سلمه ذكرت للنبي{ص} قصة رأتها في الحبشة قالت:حين كنا مهاجرين في الحبشة, جاءت امرأة عجوز تحمل قربة من الماء على ظهرها, فجاء شاب طائش , وضرب القربة من وراءها، فسقطت منها، وسقطت العجوز, لا حولاً ولا قوة, فقامت ونظرت إلى الشاب, وقالت له: ستعلم يا غُادَر، إذا نزل يوم القضاء، كيف يكون جزاؤك, فتعجبت أم سلمه من كلام المرأة، وإيمانها، ومعرفتها بأن الله ينزل يوم القضاء بين الناس! وأخبرت الرسول {ص} فقال: { صدقت لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف حقه غير متعتع },ثم قال:{ إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم, فقد تُوُدِّعَ منهم }  تُودع منهم أي تودعهم يتركهم الله لاستواء وجودهم وعدمهم،  فهم من الحديث أن ترك إنكار المنكر من أسباب خذلان الامة لنفسها .. فيتركها الله .. ان تنصروا الله ينصركم ..

لذلك انفردت صلاة المجاهد عن صلاة المسلمين بأحكام لا تشمل سوى المجاهدين .. أليك بعض الأحكام ..

تختلف الأحكام الشرعية عند المجاهدين في الصلاة عن الآخرين اختلافا كبيرا .. السبب لأنه  كثيراً ما تضيق به السبل ويتعرض لأنواع الابتلاءات .. مرة يبتلي بنقص الماء بسبب القتال , أو يحاصر من العدو , أو يضيع في البراري او الجبال ......  ولأجل إيضاح الأمر سنذكر بعض الأحكام الهامة التي يهتدي بها المجاهدون في لحظات الحرج والضيق والحصار وهي:

مســــــألة :..  ما هو حكم الذين يبعثون في مأمورية في زورق  بحري , ويحين وقت صلاتهم بحيث لو لم يصلوا في هذا الوقت , لن يتمكنوا من الصلاة بعد ذلك في داخل الوقت؟ .. يقول الولي الفقيه ..في هذه الحالة  يجب عليهم أن يصلوا داخل الزورق وبأي نحو ممكن لهم , أي بأي اتجاه وبأي طريقة يعبر عنها بالصلاة ...

*مسألة :...هل تصح الصلاة إلى أيّ جهة في حال  اشتداد المعركة .. في وقت يتعذر فيه التوجه إلى القبلة , أو وقت لا يمكن تحديد القبلة أصلا ..؟ ..يجيب سماحة الولي الفقيه .. يقول : " إذا لم يحصل لك الظن بجهة معينة- وكان الوقت واسعا - فيجب على الأحوط أن تصلي لأربع جهات وأما إذا لم يتسع الوقت لذلك فيصلي إلى الجهات المحتملة بقدر ما يتسع له الوقت... تذكر صلاة الخوف في الكتب الفقهية ويقصد بها كما في الينابيع الفقهية ٣/٣١:

أما إذا كنت راكبا وحضرت الصلاة وتخاف من سبع أو لص أو غير ذلك فلتكن صلاتك على ظهر دابتك وتستقبل القبلة وتومئ إيماءا إن أمكنك الوقوف وإلا استقبل القبلة { بالافتتاح} ، ثم امض في طريقك التي تريد حيث توجهت بك راحلتك مشرقا ومغربا، وتنحني للركوع والسجود ويكون السجود أخفض من الركوع وليس لك أن تفعل ذلك إلا آخر الوقت . وإن كنت في حرب هي لله رضا وحضرت الصلاة فصل على ما أمكنك على ظهر دابتك وإلا تومئ إيماء أو تكبر وتهلل.يعني تكون الصلاة بالإبهام ... أو باللسان فقط ..

وهناك صلاة أخرى تسمى بصلاة الآيات تصلى عند كل مخوف سماوي كالصاعقة والصيحة والريح والسوداء وغيرها وعند كل مخوف ارضي كالخسف والهدة وهي ركعتان في كل ركعة خمس ركوعات فيكبر المصلي تكبيرة الإحرام ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع ثم يقرا الفاتحة وسورة وهكذا إلى الركوع الخامس ثم يهوي للسجود فيسجد السجدتين ثم يقوم للركعة الثانية ويفعل بها كما فعل في الركعة الأولى ..

متى يسقط الوضوء عن المجاهد؟   هناك حالات عديدة تسقط الوضوء عن المجاهد  وهي :...

١- عدم وجود ماء كما لو كنت محاصرا في منطقة لا يوجد فيها ماء قريبا منك , وصار وقت الصلاة وبحث عن الماء في الجهات الأربع المحيطة به ٦٣ متراً من كل جهة ولم يجد،أو لم يكن بإمكانك البحث وجب عليك التيمم ولا تعرض نفسك للخطورة ...

٢- عدم كفاية الماء كما لو كان الماء لديه يكفيه للشرب فقط ولا يكفي للطهارة فيجب عليه التيمم.

٣- الخوف من الوصول إلى الماء بسبب الخطر الذي يتعرض له لو حاول الوصول إليه.. كما لو كان الماء واقعا تحت نيران العدو. وهذا يسقط المسافة المنصوص عليها في الرسائل العملية ...

* قد يضطر المجاهد في بعض الحالات الحرجة إلى أن لا يخلع حذاءه وثيابه المتلوثة بالدم ولا سيما حال اشتداد المعركة، فهنا لا يجب عليه أن يخلعها بل تصح الصلاة فيها ولا شي‏ء عليه..

*قد يضطر بعض المجاهدين إلى التصرف في أموال الآخرين وممتلكاتهم كالنوم في بيت له مالكون ولكنه فارغ وغير ذلك من الأمثلة فهل يجوز لهم ذلك ومتى؟ .....

يجيب الإمام الخميني على هذا السؤال بأنه إذا اقتضت ضرورة الدفاع عن الحق مثل هذا التصرف، فإنه لا يلزم إجازة المالك .....

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف

المقالات الحاشية..!

المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..!

المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!!

المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله

المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية

المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان

المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا

المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA ….

المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية"

المقالات تهديم الدولة العميقة: مفهوم وتأثيراته

المقالات اصلاحات في النظام السياسي العراقي

المقالات الطفل خزينة الدولة والمجتمع...

المقالات الوطن وشمع عسل السفارة..!

المقالات هل تقبل واشنطن هزيمة مشروعها في أوكرانيا؟!

المقالات الشعب الأمريكي وقفص الشركات...

المقالات النظام العالمي.. قواعده وإستثناءاته.

المقالات موازنة الدولة العراقية للعام ٢٠٢٣ نقد وتحليلا للحلقة الثانية: العجز يعجّز الموازنة

المقالات الإمام جعفر الصادق.. مكتشف نظريات العلم الحديث، شهيد الحقيقة

المقالات جيك سوليفان إلى السعودية بين الابتزاز وكسر بريكس

المقالات من هو طيب رضائي ؟ وما علاقته بالشاه !

المقالات الدولار الى اين..صعودا ام هبوطا

المقالات المزاج السياسي والإداري!..

المقالات المتأملون!..

المقالات التقييمات وتراجع التعليم! ..

المقالات الناس على أبواب الساسة!..

المقالات النقاط السوداء!..

المقالات السوداني وعصا موسى!..

المقالات من هو #معاوية_بن_ابي_سفيان

المقالات الدولار، وهروبه بين القانون والاقتصاد

المقالات الدولار، ضريبة الأثرياء على الفقراء

المقالات مقال السوداني في صحيفة اللوموند : العراق وفرنسا يخطوان نحو مستقبل زاهر في العلاقات الثنائية

المقالات اطلالة شهر رجب خير وبركة

المقالات المظاهرة.. ونظرية المؤامرة

المقالات السوداني وحتمية المواجهة ..

المقالات على غير العادة في العراق ، جامعة أهلية توزع مقاعد مجانية !

المقالات بداية انهيار الابتزاز الغربي في شبكات النقل التجاري

المقالات التربية بين التقييم والتقويم..انظروا للتقويم قبل التقييم

المقالات دكتاتورية الصوت العالي..!

المقالات لماذا نبحث في القطاع العام لا الخاص، وما الحل ؟!

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني